بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 23 يونيو 2010

الغضب الدفين



الغضب الدفين

ألا قل لــي لأي القوم أنتــم ؟
ودع عنك المديح وكن سكينا 
أضعتكـم كل وارثــة بأرضـي
وبعتـم في سمـاهــا كل دينــا

لقد ذهب الصدوق فمن ننادي
إذا لعب الخؤون وصار فينـا

أئِفك أن نراهــا في حمــانــا
ونهتف من جنون كان زينـا

ونعلم أن الحق بالإنصاف حق
وإن بطش اللئيم مصــابرينا

فــأي الـدار دار نحــن فيهــا
ونُصرع في رباهـا مكبّرينــا

فـلا عدل ينيـر رحاب قومي
ولا ظـل يطــول فنستكينـــا

فــأي العذر يــا قومي تعالوا
نحاكي النـار بالشر المبينــا

لنحرق كل من أبدى خنوعا
وخوفــا من غزاةٍ عـابثينــا

مـن الأعوام ستــون تباهت
بها الأعداء غدرا نـاصبينــا

ونحن في الحما نبني قصورا
من الأوهــام جهلا عـابثينــا

ونكيل في الفشل الذريع مديحا
ويضحك بعضنا ضحكا مشينا

أيــاا قومـي دعونـا من كـلام
عقيــم لا يفيـد إذا مضينـــا

فأهــل الـدار قد أبلــوا ولكن
علينــا أن نكـون مجنّدينـــا

وأن نبني جسور النصر نصرا
بوجــه الــذل إنصافــا لدينـــا

نعم قدس العروبة في حمانــا
فكيف اليوم نسقيهــا المعينــا

لنرويهــا جهــادا كـي نبــاهي
بنا الدنيا وفاء وإنصارا وحينا

سنسقي الأرض بحرا من دمانا
ونسوم الموت سيفا شاهرينــا

وأبنــاء الحجــارة رمـز عــز
ومقلاع الشهيد سوطــا رنينا

لأن الحتف في المقلاع شهد
سراجا في الوغا درعا ثمينا

نعم كونـوا دعاةً ولا تبالــوا
فإن الحق لا يرضـى الأنينـا

فلسطين بكت واليوم ثكلــى
فهل في الغد حلم العائدينـا ؟

دعوا الآمال تجري في ربانا
ولا تخشوا صروح المجرمينا

وكونوا في اللقاء مع المنايا
بنبل الرجال ما تخطته السنينا

ونحــن الــعُرب فينا كل مجد
وفينـا العدل والعلــم المتينــا

وفينا الجود مثل السيل يجري
بأنهــار الرجـــال السالفينــا

وفينا من رسول الحق شمسا
أضاء الكون فيها الساجدينا

ونــــور الله أسبغــه علينــا
فسرنــا في دروب العائدينـا

بنور المصطفى نبني جهادا
كمالا في العلا والأُسْد فينــا

فــلا نصرا يدوم بــلا كفاح
ولا همــا يزول بــلا أنينــا

ولا فجـرا يعود بــلا ظــلام
ولا هجــرا يُلـم إذا ابتلينـا

فكـم من قــائد أبلا وأمسـى
بـلا جند ولا جيش متينــــا

وحال الكون فينا مذ عرفنا
فــلا فرح يدوم ولا حزينــا

ولا حب يــدوم ولا غرامــا
ولا عشق تمنى العشق فينا

يمر اليوم والأعمار تمضي
مع الأقدار والحب الدفينــا

فــلا قيس تمتــع في هـواه
ولا ليلى أتت وصـلا تمينــا


بنيت الصدق للإخوان جمعــا
فكيف الـهدم لا يبقي دفينـا

أحب النــاس في وجـد وعمـق
وأفرح إن بنوا في الوصل دينا

وأحزن عند مفترق الرزايــا
وابكــي أدمعــا كانت يمينا

وخلّــي لــم يكن خِــلاّ وفيـا
كنــار الليف تخفى بعد حينا

لقد شـاب الفؤاد فلم يعد لي
بهذا الـعمر شهـد العاشقينا

أأمر من فراق شــل عمــري
من النجوى هيام الظالمينــا

وكــان البعد أصدقهم وفـاءا
وأطيبهم إلـى قلبــي ضنينـا

فهـذا الشيب ألبســه اخيـرا
وأنئى عن طريـق العاشقينـا

وأصنع من ظلام البعـد عهــدا
أضـيء بـه ليالـي الغابرينا

وإنــي والفرات أعيش عذبـا
فهل بعد الفرات لنــا معينــا

وهل ليل الحبيب يعود عفوا ؟
فــأغفو بيـن جفنيــه ركينـــا

فكم شربت مـن الفراق كؤوسـا
وكم عــانيت من سوْط مهينــا

فــأرفع للسمـــاءْ يدي وقلبـي
وأســأل خالقي دومـا وحينـا

أنــا العبد الذي أرجوه دوما
وأسأله لطفا قبـول التائبينــا

فمــــن غيــره ربّــا كريمـا
إذا جــار الزمــان علي حينا

فــأشكره على النعماء جمعـا
فنعـم الخــالق الحق الأمينــا



شعر : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية

تبجي دمعتي البصرة

ضاع البلم والمشحوف

ضاع البلم والمشحوف وضاع الكَمر والكَمره
ويتوكَف صدى الناعور وتبجي دمعتي البصره
واحن لهناك باشواكَي وأشم الرطب والتمره
وأكَول هناك محبوبي تركني وزادت الحسره
عطر الوطن وترابه مثل النار مستعره
وانه الغربه طوّتني بعيد وحامل الحسره

ضاع البلم والمشحوف
ضاع البلم والمشحوف

نديم الشوكَـ أخذ كَلبي تركني وراح من بدري
أسكَي دموع ريحانه واشم الأرض من عذري
وأكَولن للشمال يعود عسى نهر الوفا يجري
أريد اسال عن أضفافج بعدها لو مشت بدري
أكحّل عيني بترابج وانتي دنيتي وسحري
وأظل أوصف ليالي النور وأكتب للوطن عمري

ضاع البلم والمشحوف
ضاع البلم والمشحوف

هذا القدر والأقدار مواله ألم وجروح
مضى عنه الحلم وأبعد جنه بالكَبر مطروح
مضى ذاك السعد عنه وواهلنا بالمراره تنوح
من هودر غراب البين وجمعه بالعمالة تفوح
مو داسوا على ترابي ؟ وصرحي للعروبة صروح
مو انه للذي ينباع ولو شط العرب مذبوح

ضاع البلم والمشحوف
ضاع البلم والمشحوف

نعم رعد الرعد منا ومنا البطل والمغوار
وعدنا حسين أبو اليمه وعدنا حيدر الكرار
ومجاورهم أبو فاضل نسل حيدر عز الثار
هذوله احنا بمراجلنا وطيبتنا ويْ الأبرار
هذوله احنا زرعنا الجود وطفّينا فتنة الكفار
هذا هو العراق للي اسمه نجمة الثوار

ضاع البلم والمشحوف
ضاع البلم والمشحوف

الله عليج يا دجلة اسمك للعروبة نور
تاريخج فخر واحزان تتحدث عليه الدهور
يا ام الورد والريحان بدم شعبج كتبتي سطور
كتبتي العزة والنخوة وهزمتي النجس والمدحور
ومن ماي الفرات يمر تعود الروح للمسحور
هذا هو العراق عزه وللكرامه سطور

ضاع البلم والمشحوف
ضاع البلم والمشحوف


محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية

الثلاثاء، 22 يونيو 2010

وادي النسياان

وادي النسيان

عندما يأتي الخريف وترتجف الأغصان
عندما يشيخ الجسم وينتفض القابع في صدري
يحاكي الأيام وهموم الوحدة
وصدود الإنسان
أجدني بعد المشيب وحيدا
مثل الزورق بلا ربان
مثل بقايا أشرعتي المكسورة
بظلم الوجدان
بظلم أصحابي وحكاياتي
من تلك الذكرى في وادي النسيان
ليس فيه حجّام ينقي قلوب خلاني
في تلك الوديان
وبقيت في صحراء الذكرى وحيدا
اشكو لذعات الثعبان
أشكو من بعد رفيقة ايامي
من غدر الخلان
ألملم بقايا همومي أحملها أبكيها أشدوها
بأحلى الألحان
مسكين من قاد قافلة الماضي
مسكين من ودع حبيبته بلا دموع
بهدوء الوجدان
ها أنا أذكر أيام شبابي أقول قد كان وقد كان
أذكر بسمة أحلامي وأشم عطور الشطآن
وأكتب لزرد الموج وأعاتب نهر الأشجان
ياا من بك عرفت الدنيا وشموس الأوطان
وعرفت أني من شجرة الحب
وأني من تلك الأغصان


محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية


"نحن" بين ماضينا الجميل وحاضرنا التائه

" نحن " بين ماضينا الجميل وحاضرنا التائه


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه أجمعين

أرجع إلى أيام الأفراح " أفراح الزواج " عندما كان " الزواج " زواج ارتباطا أبديا وأسريا , يقرب بين العوائل , ويشد بعضها بعضا , ويقرب القلوب كانت البهجة تعم المجتمع القطيفي , وقرانا العزيزة .


وثمرة تلك الأفراح أهلينا وأحبتنا .. أخوالنا وأعمامنا .. الذين نعيش في كنفهم ونفتخر بوجودنا بينهم , تلك الثمار المزهرة المليئة بالمحبة والتعاطف , والتواصل ما نسميه هذا اليوم " زيجات الماضي " وثمراته المورقة , أبناء وبنات , أي هذا المجتمع الزاهر , المبني على الأسس الحميدة , والخصال المجيدة .

فالأفراح كانت بين الأهل والأنساب والأقارب والأصدقاء , كنا نفرح في ما بيننا ويشارك كل فرد منا بذلك الفرح , وكان الزواج نتيجة اختيار أسري مدروس , وكان للأب والأم الكلمة العليا في الموضوع , وكان كبير الأسرة من أهل العروس هو الذي يشرف على إتمام مراسم قبول الزوج , ولم تكن هناك تلك الشروط المتعبة والمضنية , وأما أهل العريس فكان والده إذا كان على قيد الحياة أو الأخ الأكبر أو خاله كل ينوب عن الآخر في الغياب .
وكان يذهب وفد من كبار السن مع الخاطب إلى أهل المخطوبة ويتبادلون الأحاديث بهذا الخصوص , وأحيانا يأتون بالمعرس من بين أصحابه ورفقائه وهو لا يعلم لماذا أتى , ويفاجأ بأن والده أو ولي أمره قد خطب له فلانة بنت فلان .
وكانت تلك الطيبة التي امتزجت بها أخلاق شبابنا في الماضي والرزانة والحياء , كنت كفيلة بنجاح تلك الزيجات واستمرارها .


كما أن البنت تفاجأ بأن الضيوف الذين مع والدها قد جاءوا للخطبة , وأحيانا لا تعلم بالموضوع إلا ساعة عقد القران , لما كانت عليه أوضاع الأسر في الماضي من التربية الحسنة والحشمة والأهل الذين بيدهم كل الأمر , وهذا لا يعني أن حاضرنا سيئا ولكن دخلت علينا بعض الشوائب ..


بعد دخول البيزا وماك دونالد ووسبايس ميل والتوصيل السريع , ظهر تغير في الدماء والعادات مما وردنا من خارج بلادنا مما يسمونه في الحاضر الثقافة والتطور , وبعضا من التحرر , وأقصد التحرر للمرأة التي هي عماد أسرنا وأحضان التربية الصالحة , وتحرر الشاب رب الأسرة مستقبلا ..
نعم أيها الإخوة الكرام لقد انقلبت الدنيا رأسا على عقب . يقولون أن المرأة في الماضي جاهلة حتى أنها لا تعرف فك الخط , ولكنها كانت مدرسة تنتج الفضيلة والكرامة , كنا لا نعرف المرأة عندما كانت تخرج من سكنها إلى أقربائها مثلا , كانت عندما تصادف شابا أو رجلا في طريقها كانت تتعثر في مشيتها حياء وخجلا . وأيضا الشباب كانوا يصدون بوجوههم عنها إلى الجهة الأخرى .. وهكذا كنا ...


ولا أدري بماذا اصف زماننا الحاضر الفتاة هي التي تأتي إلى أسرتها وتخبرهم بأن عريسا سيأتي لخطبتها , وهذا العريس كثيرا من الأحيان ليس من أهل القرية وفي غالب الأحوال لا يكون حتى من منطقتنا ,, أي أننا لا نعرف عنه ولا يعرف عنا شيئا , وربما زميل في عمل ( وليس في هذا شيئا أيها الإخوة ) وهذا ما أملاه علينا العصر الخسيس , الذي داس على مبادئنا وقيمنا وماضينا الجميل , تحت شعار الثقافة والتطور .


الثقافة أيها الإخوة والتطور يرفعان من قيمة الإنسان , وينوران طريقه إلى الأفضل والأحسن , حتى يرقى المتعلمون والمتعلمات بجيل متعطش إلى المعرفة والتقدم الذي لا يتعارض مع عاداتنا التي توارثناها جيلا بعد جيل .

فأين محاسن هذا العصر الذي ينام الأب وهو رب الأسرة في تمام العاشرة أو قبلها وأبناءه وبناته خارج المنزل وبالأسواق بالدمام والراشد بالخبر وغيرها ولا يدخلون إلا في ساعات متأخرة من الليل , وبطبيعة الحال جاءوا بتاكسي أو بسيارة الميكرو باص والسائق الذي يعرف حتى أرقام جوالات بناتنا وعوائلنا , وهو بزيه المتبهرج , قميص بلا أكمام وبنطلون " طيحني " ووشم على كتفيه وقلادة ذهبية في رقبته , وما زاده جمالا التسريحة المجيًلة و العطر الفواح والحف والماكياج الذي يسمونه ماكياج رجال . "" عجبي "" .

إن قلت مع الأسف فلا أحد مع الأسف يعرف الأسف .. ضاعت مدركات أخلاقياتنا وما قلته لا أعمم به , بل بعض منا وليس كلنا . وأصبحت حياتنا عصيدة غربية ومقبلات أجنبية وأحاديث سحرية .. لا .. لا أصدق لأننا هذا نحن .. أبكي على ما أصابنا من داء العصر .. ونحن فرحوووون .. تطورنا .. وتثقفنا .. وتعولمنا .. وقفزنا على أكتاف ذلك المجتمع القروي الطيب البريء , أثرنا على عاداتنا الغبار والتراب ودفنا كل شيء جميل , ليس بأيدينا ولكن بأقدامنا غلبت علينا المظاهر الكذابة والمستوردة . وأدخلنا الكثير من عادات النصارى في مجتمعنا الأصيل .
لقد سهل علينا إبليس وأعوانه وسائل الانحلال الخلقي , الذي هاجمنا وكأنه فيروس لا علاج له .. كما يقول القول المعروف : (( يا رجال وأشباه الرجال )) ..

تغلق الفتاة عليها باب غرفتها , وتستلم الجوال أو الثابت حتى يسقط من يدها لأن النوم أخذها وهات يا كلاااام فاضي ..((والحسابة تحسب )) والأب يسأل الأم : وين بنتش ؟. ترد المسكينة : ذاكر مع صديقتها بالتلفون عليهم اختبارات المسكينة تتعب من ها الدروس للي ما يتحملها أحد ...


الله يكفينا شر تلك الدروس .. وشر النفوس .. نحن في غيبوبة والإنعاش لن يفيد ..


وبعض من الشباب إما أنه يحوم بالشوارع على غير هدى , وحوله شلة من ((المؤمنين )) الذين يعيشون في سبات من الخيبة التي حفت حواليهم .. لا الأسرة تستفيد منهم ولا هم ينفعون أنفسهم مستهلكين غير منتجين .. وشرهم دائما على أنفسهم وفي القريب جدا , قتل أحد الشباب في قريتنا ( .... ) نتيجة طيش وسوء تربية واللامسؤولية والأهل صاروا يبكون على القاتل والمقتول , فالقتيل ذهب ضحية الانحلال الفكري والتربوي , والقاتل باع دنياه وآخرته ..


والمؤسف في كثير من الحالات الاجتماعية عندما يحصل اعتداء بين الشباب , ويأتي والد أحد الأطراف للطرف المعتدي ويشكو لوالده ما أصابه من ولده يرد هذا الأخير بقوله : ((ولدي مؤدب.. ولدي ما يعتدي على أحد )) ويكذب جهارا ويقوووول : (( ولدي بالبيت ما طلع بره )) بدل أن يتحرى على ولده ليصلح ما به من خلل ..


أرجو المعذرة لأنني بدأت موضوعي هذا وكان نيتي التحدث عن "" الزواج الجماعي سلبياته وإيجابياته "" و من المستفيد , هل المعاريس أم المتعهد وأين يذهب ريعه ؟ ولكن الكلام أخذ مني مأخذه وانخرطت بما كتبته أمامكم وهو أيضا يعالج أمورنا الاجتماعية والأسرية ...


أسال الله فيما كتبت البر والتقوى .. وكما قيل الدال على الخير كفاعله فانا وأنتم سواء في الطرح والقراءة .


أسال الله لي ولكم التوفيق في إتباع سنة نبيه والسير على هديه


والسلام على من اتبع الهدى وسلك سبل الرشاد


بقلم : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية


فترة الحكم في العراق من سنة 1958 م إلى سنة 1968 م

فترة الحكم في العراق من سنة 1958 م إلى سنة 1968 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه أجمعين .


الحمد لله الذي جعل للحق رجالا وجعل للباطل رجالا .. أعطى لكل منهم صلابة القول وإتباع الحق .. دون النظر إلى ميل أو أقاويل لا تأتي بالحقيقة .. فينكرها العارفون .. ويعترض عليها كل من وسع في صدره معرفة .. دون إتباع لهوى النفس .. بل أخذا بناصية الحق ..
وأما رجال الباطل فهم الذين يسوفون الحقائق إلى باطل ويتبعون الشيطان في ما يوجههم إليه .. حتى تنقلب موازين الكون إلى شرور وضرر .. يعم بني لإنسان ..
وبذلك تحجب الحقائق .. فالشمس لا تغطى بمنخل ..وهكذا الكون خير وشر ..
وكما قلت سابقا على صفحات أحد المنتديات .. فإن " التاريخ لا يشطب الأسماء " ..
ولا يتهاود مع فئة دون أخرى .. بل المسار واحد كالشارع العام يسلكه الجاهل والعاقل .. والليل بظلامه يغطي الثعالب والعقارب .. والجبناء والشجعان .. وعندما تشرق الشمس تجد أن كل شيء كما كان ..
وعندما نتحدث عن بلد ما أو حقبة ما .. فالذي يعنيني من ذلك هي الحقيقة التي هي أساس الحديث ..


ولا ننظر إلى الأشخاص فإنهم مهما كانوا لا يمثلون المراحل ولا الشعوب .. لأن الشعوب هي التي تصنع الرجال وتثبت مكانتهم في المجتمع ..
ولكن بعض من الرجال أثبتوا للعالم أنهم موجودون .. والكثير لو ذكرنا أسمائهم لعجزنا في عدها مثل :
الزعيم النازي " أدولف هتلر " وهو زعيم ألمانيا .. الذي جاء من النمسا فردا عاديا .. حتى وصل إلى سدة المستشارية الألمانية .. وأسس أكبر قوة عسكرية بقوتها ..
ومثل آخر " الدوتشي بنيتو موسيلي " الذي تزعم إيطاليا واحتل جزءا من أفريقيا .. وبنى تلك القوة الإيطالية الهائلة .. وهو لم يكن ذو مستوى علمي كبير ..
وهذه لم تكن إلا أمثلة عن أشخاص ذكرهم التاريخ ولم يستطع لحد الآن أحد شطب أسمائهم من صفحاته ..


أريد أن اتكلم عن حقبة 1968 إلى 2003 م وهي مدة حكم حزب البعث الذي أسسه : " ميشيل عفلق " سنة 1933 م في سوريا ..
وإلتحق بهذا الحزب الكثير من المواطنين سواء كانوا سوريين أو عراقيين .. كما انظمت إليه مجموعة كبيرة من العسكريين والضباط وغيرهم ..
وبعد فترة حكم " عبد الرحمن عارف " شقيق " عبد السلام عارف " وهذا الأخير الذي استلم الحكم بعد انقلابه على عبد " الكريم قاسم " قائد ثورة 14 تموز سنة 1958 م ..
وبذلك انتهت فترة " ثورة تموز " التي جاءت بالنظام الجمهوري إلى العراق وإسقاط الحكم الملكي في عهد المغفور له " الملك فيصل الثاني " وخاله الوصي على العرش " الأمير عبد الإله "
ولنذكر فترة ما بعد الملكية (الملك فيصل) ودخول النظام الجمهوري إلى العراق .. فبفترة بين استلام " عبد الكريم قاسم " الحكم بالعراق على إثر الانقلاب العسكري في يوم 14 تموز .. وتشكيل مجلس قيادة الثورة برئاسة " محمد نجيب الربيعي " و " محمد مهدي كبة " وتشكيل محكمة الشعب برئاسة " فاضل عباس المهداوي " رئيسا لها .. وعضوية " ماجد محمد أمين " وشخص ثالث .. وسميت " محكمة الشعب " .. وتبث جلساتها مسجلة بالصورة والصوت وتداع على الشعب العراقي ..
تلك الفترة بالذات جرت الدماء بشوارع العراق .. وامتلأت المناطق بالمذابح .. فقد اندلعت بمدينة الموصل إنفصالات ومعارك جرت على إثرها دماء المواطنين .. وكانت بقيادة أحد الضباط الذي يسمى " الشواف " الذي حاول الانفصال والانقلاب على " عبد الكريم قاسم "
وفي مدينة بغداد وضواحيها كانت هناك المظاهرات بعضها يدعو إلى الشيوعية وبعضها يدعوا إلى القومية .. وكان المواطنون يجرون أحياء بالحبال بشوارع بغداد والموصل ويهتفون ( ما كو مؤامرة تصير والأحبال موجودة ) و ( زعيمنا سلامات موتي يا بعثية ) .. ولم يكن في تلك الفترة لا تقدم عمراني ولا علمي .. والاقتصاد كان في الحضيض .. وكانت روسيا تمد العراق بالقمح وبعض المواد الغذائية ..

وكانت فترة تقشف قصوى .. لدرجة أن الحكومة تنصح الشعب " بشد الحزام" أي التقشف في المعيشة ...


وكانت الاعتقالات والحرائق تعم المدن العراقية ومنها البصرة .. فكان يأتي بعض الأشخاص من الأحزاب بمادة تشبه الطحين .. ويلقون منها حول بعض بيوت سكان العشيش .. وعند اشتداد حرارة الشمس عليها تشتعل وتشب الحرائق الكبرى ..


حتى فترة الانقلاب الذي دبره " عبد السلام عارف " على " عبد الكريم قاسم " في دار الإذاعة العراقية ..
حيث استدرجوا عبد الكريم قاسم إلى هناك للتفاوض معه .. وأطلقوا عليه الرصاص وكان إعداما .. من قبل عبد السلام عارف ..


واستلم الحكم بعد ذلك " عبد السلام عارف " والذي سمى فترة حكمه بفترة " القومية العربية " ..
مما شق الشعب إلى نصفين .. فنصف الشيعة كان لعبد الكريم قاسم ..( اسمه الكامل هو : عبد الكريم قاسم محمد البكر ) وهو من أهل السنة بعكس ما كان يضنه الشيعة في العراق .. وهو من المدينة المنورة حسبه ونسبه .
وابتدأت فترة الذبح والقتل للشعب العراقي مجددا .. وتأسيس قوات الحرس القومي .. وهو من المتشددين للقومية العربية .. أي أنه يرفض الطوائف الغير عربية في المجتمع العراقي .. وبتلك الفترة أصبح العراق في حال يرثى لها ..


فلقد انتكست الحركة التجارية في العراق .. وهرب الكثير من التجار العراقيين إلى الخارج .. وصودرت أموال بعضهم وممتلكاتهم .. واشتدت الاصطدامات والإرهاب بين أفراد الشعب بعضهم ببعض ..

وقد عبث الحرس القومي وفتك بالنساء والرجال .. واتخذوا مقرات خاصة بهم كالفنادق وغيرها محلات خاصة للتعذيب وهتك الأعراض ..


وعلى سبيل المثال لا الحصر .. ما اكتشف في قبو فندق " الكونتينونتال " الذي يقابل محافظة البصرة " أي المتصرفية " كما كانت تسمى ذاك الوقت .. وهذا الفندق على نهر العشار .. فقد وجد بقايا الفتيات اللاتي عبث بأعراضهن بأشكال بشعة ..


وكان ذلك في عهد "عبد السلام عارف " الذي جاء إلى مدينة البصرة وألقى خطابه من شرفة " المتصرفية " ( أي المحافظة ) وبصحبته " محمد الحياني " .. وبعد انتهاء خطبته ركبا طائرة الهيليوكوبتر .. وأذاعت الأخبار بعد لحظات أن الطائرة أصيبت بعاصفة فانفجرت ومات كل من كان بالطائرة ..
وعين في اليوم التالي وعلى الفور " عبد الرحمن عارف " رئيسا للعراق ..
بعدها انقلب عليه " أحمد حسن البكر " وخير بين البقاء بمنزله إقامة جبرية أو نفيه خارج العراق .. فاختار الأخيرة ..
وهنا بدأت حقبة حكم " حزب البعث" بالعراق .. ولم يكن العراق من بعد سقوط الملكية .. وحتى انتهاء فترة القوميين " عبد السلام عبد الرحمن " إلا عراقا ممزقا تقاذفته موجات الرعب والقتل وسفك الدماء ..


هذا عدا محاولة "عبد الكريم قاسم " الاعتداء على الكويت وضمها للعراق تحت تسمية " القضاء السليب " ..
وهذا السرد من تاريخ العراق من 1958 م إلى 1968 م
إخواني الأعزاء وقرائي الكرام :
أين العلم وأين التقدم وأين رفاهية الشعب من بيترول وثقافة واقتصاد وأين .. وأين .. في تلك الفترة ..


هذه أسئلة طرحتها على نفسي ووجدت لزاما علي أن أطرح حال العراق تلك الفترة التي يسميها البعض .. بفترة الازدهار والتطور " ولكن للأسف كان ازدهار الفقر وسفك الدماء والاستهانة بقيمة المواطنين ..


فالحقائق تبقى شامخة لا نستطيع شطبها .. تحت لواء هذا أو لواء ذاك ..


ولا ننظر إلى حال العراق حاليا من تمزق وتفكك والذبح والقتل وهدم المساجد على أصحابها .. وتفجير الأسواق بالفقراء .. وإهدار كرامة شعب بأكمله .. وحتى الموتى في قبورهم لم يسلموا من ضرب " الآر بي جي " .. وبدل ماء الورد على القبور رشوا دماء الأحياء ..


وحتى حرمات الأئمة في كربلاء والنجف لم تسلم من الاهانة تحت شعار الإسلام .. وحتى زوار الأربعين نالوا ما ناله غيرهم .. والكل عنده خبر بذلك ..


لقد قسم العراق وأهدمت كرامته وتفككت قوته وديس ترابه بأحذية الغزاة ..
أحب أن أقول لكم إخواني الكرام أن ما وضعته من أحداث لم آتي بها من كتب ولا من طريقة " نسخ ولصق " ..
بل من معرفتي الشخصية وإطلاعي ومعايشتي لتلك الفترات التي مرت على أهلنا في العراق ..


بقلم : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية

الأحد، 20 يونيو 2010

خليني اسم مكتوب بكتابك

خليني إسم مكتوب بكتابك

خليني على الأطراف مو محسوب بحسابك
انسيني بظلام الليل وكَليبي هالوفي ضيعني بدروبي
خليني أتسلى بعذابي وإياك
خل اسمع أبوذية عشكَـ راحل
خل الليل يطويني ويسمع من دواويني
عتابي ولسعة الأيام تجويني

خليني إسم مكتوب بكتابك

مشيت بغربتي وحدي بكَلب مكسور
أونْ ونَّة حزن وأمشي مثل مسحور
وأعوف ألكَاك وأنسى اليوم والمكَدور
وأنسى بسمة الدنيا وطرب اللْطيور
وما أنسى البلم والبلاّم وامشحوف
وأنت من تمر يمّي ترد الروح
ويضيع اليم ويصفى الكَمر بنوره
وأتحدى عذاباتي وأذوّبها بصدر مقهور


خليني اسم مكتوب بكتابك

مضيّع يا بعد كَلبي البسمه عيونك
وصرت سهران ليلي وأخاف الناس يحسدونك
أخاف اسمك أذكره .. أخافنْ من نظرة عيونك
تبسّم .. أنت بسمة عيوني اتبسّم لا يشوفونك
تبسّم لا ترف عيني وأكَولنْ أنت تذكرني
خل أكتب حجاياتي قبل ما يوم تنسيني

خليني اسم مكتوب بكتابك

أرش ماي الورد من تمشي بدروبي
وأمسح أثر أقدامك برمش عيني
وأزرع كل ركن وردة وألونها بدمع مظلوم
وأمسح بالوفا عطرك من خدّك يناديني
ونجوم السما أحبّنْها على وردك
وهذا الليل يشهد يميني أنت وموازيني

خليني اسم مكتوب بكتابك

قرنفل .. لو ورد جوري .. لو وطن !
لو ليالي الشوكَ عادنْ لو حبايبنا إجنْ !
موجة من شط العرب إلْها أحن
من إجه طير المحبه من حضن صدري اوّنْ
من همس باذني وتعذّر من سلب عقلي وجنْ

خليني اسم مكتوب بكتابك

نعم شفتك مثل نسمة صبح تمسح على صدري
صادفني وما شفته مرْمَرَتْ عمري وجَوّتني وانا هايم
كل الأحزان شفتها وانت كلّك حاير بطبعك
ومن يمر اسمك بوسط كَلبي تبتسم عيني
بعذر معذوره والله .. وأحلف أنت ناسيني
لا تحط النار عنوه على بابي همسه من رمشك عجايب
لا تعذبني بغرامك ترى عيونك ناار تسعر


خليني اسم مكتوب بكتابك
شعر : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية





حتى لا أموت ثانية

حتى لا أموت ثانية

آنستي مري على قبري واقرئ  أبياتا من شعري
فحبك فيها منثور كالماء على خد الورد
مري بي ولا تبكي عندي
فالدمع يحرق أغصاني ويذيب الثربة من حولي
أبكاني دهري مبتسما وسقاني كأسا للنحر
آنستي إن جئت تعالي البسي أثواب العرس
وسرحي شعرك بهدوء ولا تعثي فيه من بعدي
فأنا مجنون آنستي مجنون حتى في قبري
ليس معي أقلام ودفاتر
فأنا بالظلمة كالساحر بعيدا في ذاك القفر
حتى لو نسيت يوما حبي وسنين العمر
يكفيني منها بسمتك ويد تمتد إلى شعري
أحببتك مذ كنت طفلة كنجم يولد للوهلة
كنبع يروي بستاني
آنستي مري على قبري
واملئي إبريق الورد ورشي شيئا من عطري
وغني إن شئت تغني أغنية الطير إلى الشجر
آنستي مري على مهل في حذر
حتى لا أدري
حتى لا أموت ثانية .. وأكوى بنار الغدر

نثر : محمد شرف الشريف المدلي
عمدة التوبي السابق القطيف
المملكة العربية السعودية